عيد ميلاد، لطيف، سعيد، جميل، مليء بالحب

محبتنا هي نافذة من زجاج صاف، نطل منها على أحلى ما في الدنيا، ونرى من خلالها كل المعاني الجميلة، ومحبة أصدقائي لي هي أحد وأهم أسرار فرحي وسروري في هذه الحياة. الرابع من يوليو للعام 2017 هو عيد ميلادي الثامن والعشرون، هو يوم عادي بالوضع الطبيعي، لكن أصدقائي جعلوه أحد أجمل أيام حياتي التي لا تُنسى.
يبدأ يومي بمفاجئة أصدقائي وزملائي لي في العمل، باحتفالية لطيفة مع الكيك والفتاش … ثم تبدأ الكلمات اللطيفة والأمنيات الرائعة، بالإضافة إلى الهدية القيمة. تلك المحطة الأولى في هذا اليوم اللطيف والرائع.
بذات اليوم .. قام شخص مجهول بتوصيل هدية لي إلى مكان عملي، الهدية كانت عبارة عن قوار وفيه أحد انواع الصبار الجميلة جداً، والغريب الرائع أن مع هذه الهدية كرت .. وقد كتب على الكرت التالي ::
عزيزي حسان، كل عام وانت بألف خير، ونتمنى لك يوم سعيد ومليء بالمفاجئات. مستعد ؟ في مكان تحب أن تلعب به لعبة جميلة كل أربعاء، سيكون هنالكك بانتظارك شيفرة، يرجى الذهاب إلى هذا المكان الساعة السابعة مساءً، واستلام اللائحة التي تحتوي الشيفرة … قائلا للريسيبشن : بتسلم عليك خالتي وبتقلك اعطيني أمانة حسان، ملاحظة: يرجى توثيق المرحلة بالصوت والصورة.
المكان المقصود هو فندق ” الموفينبيك ” حيث ألتقي أصدقائي للمشاركة بمسابقات ” Quiz Night ” إذا نرغب ونسعى للوصول إلى النهائيات والفوز بالمركز الأول. ما أن وصلت إلى هناك ترددت في الذهاب إلى “الريسيبشن” وذلك لأن جميع الأشخاص هناك يرتدون البدلات الرسمية وشعرت بأن موضوع ” خالتي ” فيه أحد أفلام الاصدقاء .. نظرت حولي … ولم أجد أحداً من الأصدقاء، تقدمت وأخبرت مسؤول الاستقبال ” هل لديك أمانة لحسان أبو الرب ” ، تبسم وأعطاني ” كيس ورقي ” وقال لي كل عام وأنت بخير. في الحقيقة بهذا المكان لم أجرؤ على استخدام حوار غير رسمي لان المتحدث كان يستخدم اسلوب لائق وذو مظهر رسمي. الأهم من ذلك أن الكيس احتوى على كرت آخر، بالإضافة إلى هدية لطيفة ” ماغ / كاسة  كويز نايت “.
 أهلا وسهلا بك في المرحلة الثانية، أنت تستحق هذا الكأس لأنك ملك الكويزنايت، ويوما ما ستأخذه بصدق، يرجى الآن التوجه إلى دوار التشريعي، والتوقف أمام أقرب سوبرماركت، مهمتك الآن أن تدخل السوبرماركت وتشتري ” شفرات حلاقة لون زهري، وتقول للشاب هناك: بتسلم عليك حماتي وبتقلك أعطيني أمانة حسان. يرجى توثيق المرحلة بالصوت والصورة.
وصلت إلى المكان المقصود، وهو سوبرماركت الرافدين الأقرب على دوار التشريعي، أما هنا، فكانت الكارثة، ” موضوع شفرات الحلاقة ذات اللون الزهري “، شعرت بإحراج، لكني توجهت إلى السوبرماركت ودخلت هناك لأبحث عن المطلوب لم أجده، ثم توجهت إلى الشخص المسؤول هناك وأخبرته بأن هنالك أمانة لحسان أبو الرب، فأجابني الموضوع مختلف تماماً، قلت له ” بتسلم عليك حماتي وبتحكيلك اعطيني أمانة حسان “، إلا أنه أجابني ” لا لا مش هيك “، أخبرته أين أجد المطلوب فأشار خلفه حيث يتواجد جميع أنواع الشفرات، قمت بشراء الكيس ذو اللون الزهري، ثم أخبرته بالشيفرة مرة أخرى ليعطيني الكيس التالي. الكيس احتوى على كرت آخر. ” الحماس يزيد ويزيد … ما التالي ؟ ماذا يخبئ لي أصدقائي ؟ .. هل هناك المزيد أم هل تكون تلك المحطة الأخيرة ؟ “.
أهلا وسهلا بك في المرحلة التالية. بتعرف انو عشقك هالمسلسل، بس انت أكيد بتعرف أكثر من جون سنو! في مكان حلو كتير وقريب وفي بحديقته تينه، ومرة كتبت تحتها تدوينة، بتروح هناك وبتدور على زيتونة على يمين الباب الرئيسي، دوّر على لافتة مكتوب عليها ” مقبرة الاشياء ” اترحم عليهن، واقرأ الفاتحة وبتلاقي كيس صغير بالزاوية… Good Luck .. ملاحظة يرجى التوثيق.
المكان المقصود: مركز خليل السكاكيني للثقافة والفنون حيث قمت بكتابة احدى تدويناتي تحت شجرة التين هناك، وصلت، فتحت الباب الخارجي ودخلت، وهناك بحثت عن شجرة الزيتون الكبيرة، ووصلت إلى المكان الموصوف، بالفعل التزمت بالمكتوب وترحّمت وقرأت الفاتحة، ثم وجدت الكيس بأحد الزوايا هناك، وكان يحتوي وكالعادة على كرت آخر، بالإضافة إلى ” ماج / كاسة وعليها نباتي المفضل : الصبار “. في الحقيقة يبدو أن الأدرينالين بدأ يعمل بشكل فعال أكثر.
 
اتحملنا .. غلبانك حسون .. صبرك علينا .. انت أبو الصبر أصلاً .. الـ Game لسا ما خلصت، وجهتك الجاي على المقر الجديد، عند سيدك الظاهر بيبرص الي بتلتقي فيه مع الحبايب،،، وهناك في شغلة بتستناك اسأل عنها ومتل العادة احكي : بتسلم عليكو ستي وبتحكيلكم اعطوني هديتي. ما تنسى توثق المرحلة بالصوت والصورة.
أما المكان المقصود فكان : بيت أرضي، وهو الكافيه أو المكان الذي أتردد إليه باستمرار، حيث أجد راحتي هناك بين الأشجار وبعيداً عن ضوضاء المدينة، دخلت مباشرة وأخبرت الشباب هناك كما ذكر في الكرت تحديداً وعليه قاموا باعطائي كيس آخر، حيث فيه كرت آخر كالعادة بالإضافة إلى ” بلوزة / تي شيرت ” رائعة جداً، أحببتها وقد كتب عليها أحد الجمل المفضلة لدي. وبدأ الحماس يرتفع أكثر فأكثر.
والله نورت بيت أرضي، واضح كتير انها الألغاز لعبتك، وسودوكو ما انحطت من فراغ… يلا نشرب شاي بس مش من هون، من أكتر مكان بتحب من عنده الشاي لانو بغلي النعنع مع المي، روح عندو واحكيلو ” هاتلك كاسة شاي يا معلم “، وما تنسى تحاسب الكاسة اليوم بـ 5 شيكل ”  وكمان التوثيق ضروري.
خرجت من بيت أرضي وتوجهت إلى المكان المقصود وهو عبارة عن عربة لبيع المشروبات الساخنة في منطقة الإرسال القريبة من برج فلسطين وحديقة الاستقلال، هناك حيث يبيع أحد الشباب تلك المشروبات وأحب دائما تناول الشاي من هناك لانه يغلي النعناع مع الماء، وليس كباقي الأماكن، حيث أحب طعم النعناع القوي بالشاي. وهناك بدأ الشاب بإعداد الشاي ثم قام بسكبه في ” ماج / كأس رسم عليه الشخصية التي أحب . جون سنو . ” دفعت 5 شواكل كما طلب مين، ثم قام باعطائي كيس آخر لأجد فيه كرت، وعلى ما يبدو فقد كان المرحلة الأخيرة ليكون الكرت بمثابة خارطة أمشي بناءً عليها لأصل إلى المكان المطلوب. في هذه اللحظات تختلط المشاعر ما بين الحماس ومفاجأة الأصدقاء المتوقعة والكثير الكثير.
يا عيني يا عيني … هيك كاسة بدها قعدة حلوة .. ادخل أقرب بوابة عليك، والحق السهم على الخريطة ( الخريطة بنفس الكرت ).
البوابة المقصودة، هي البوابة الرئيسية لحديقة الاستقلال، دخلت من هناك لكني واجهت مشكلة في فهم الخريطة، إذا قم بقلب الكرت أكثر من مرة .. وفي كل مرة أذهب إلى اتجاه معين أقوم بتغيير رأيي وتغيير ذلك الاتجاه، بتلك اللحظة كنت قيد المراقبة من الأصدقاء ، ثم يأتي تلفون الإنقاذ بأن علي التوجه إلى المكان الفلاني .. بدأت بالمشي وبدأت دقات قلبي بالتسارع أكثر فأكثر علماً بأنها لم تهدأ طوال الرحلة الماضية، وفجأة وجدت جميع الأصدقاء أمامي يحتفلون بيوم ميلادي وقد أضاء الفتاش لحظة غروب لن أنساها أبداً ما حييت. لحظات تعبر عن محبة هائلة من الأصدقاء، لحظات يصعب التعبير عنها عبر الكلمات، لأن الكلمات لم ولن تفي شكري لهم .. ولا أنسى الكروت اللطيفة والرائعة والجميلة وما كتب عليها من تهاني وأمنيات. الكثير من التفاصيل الأخرى .. والكلام يطول ويطول …
يوم أكثر من رائع … من أجمل أيام حياتي … 
أصدقائي خططوا لمدة أيام واجتمعوا عدة مرات للإعداد لهذا اليوم … 
كلمة شكر لن تعبر عن مدى حبي لهم وسعادتي فيهم…

 بعض الأصدقاء في هذه الحياة هم ليسوا بأصدقاء، هم عائلتي الثانية التي أعشق لحظاتي معهم، أجد مزحاتهم كنسمات الربيع على قلبي وأهوى ضحكاتهم وأعشق أفكارهم الخنفشارية النابعة من رؤوسهم …الصّداقة نعمة من الله وعناية منه بنا … فشر البلاد بلاد لا صديق بها … أصدقائي … قريبون كنتم أم بعيدون … فأنتم في القلب دائما وسأظل اقصدكم.

حسان أبو الرٌّب

من مواليد مدينة جِنين في فلسطين المحتلة، حصلت على شهادة البكالوريوس من الجامعة العربية الأمريكية عام 2012 في تخصص تكنولوجيا الوسائط المتعددة.

على الصعيد المهني، أعمل في مجال برمجة وتطوير المواقع الإلكترونية، عملت كموظف بشركة خاصة لغاية عام 2017 بعد ذلك انتقلت إلى العمل الحر، وأما المزج بينهما فقد أكسبني العديد من المهارات العملية بالعديد من المجالات، فعندي خبرة قوية في مجال تسويق وإشهار المواقع الإلكترونية عبر محركات البحث، كما أنني أجيد العمل بشكل ممتاز على جوجل أدز وباقي مختلف الشبكات الإعلانية العالمية.

لدي خبرة في إنشاء الشركات الصغيرة ( 3-20 موظف ) من نقطة الصفر وإدارتها والسيطرة عليها بما يليق بعملها من أجل الوصول إلى الهدف المنشود.

أما على الصعيد الشخصي، فأنا متزوج، أعتبر نفسي مواطن صالح، حر، ملتزم، أحب النباتات وأرتبط بها وبالذات نبات الصبار، فلدي مجموعة كبيرة ومنوعة منه، أحب التنزه خارجاً وخصوصاً بأن معظم وقت عملي من البيت، كما أحب السفر وأحاول دائماً أن أخطط مع زوجتي لسفرة هنا وهناك.

نصيحتي :: الوقت هو أثمن شيء بالحياة ... استغله بالطريقه الصحيحة والمناسبة.

‫2 تعليقات

  1. رغم انك حكيت لي مقتطفات من هذا الفصل الا انك سحرتني وابكيتني
    الدنيا فيها خير وهذول الاصدقاء ذهب يوسفي لا مثيل له

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى