قصة شجيرة … من اليأس إلى الحياة.

قبل سنتين من كتابتي هذه التدوينة، أي بشهر 9 من العام 2018 كنت قد انتقلت إلى بيت جديد استعداداً للزواج والاستقرار به، وهنا تبدأ الترتيبات التي لا تنتهي، بداية من المطبخ، غرفة النوم، وباقي الأمور اللازمة، وما هي إلا أيام قليلة الا وتم الانتهاء من ترتيب البيت بشكل كامل.

أثناء الترتيب، كان هنالك قوار ” أصص ” داخلي متروك منذ فترة طويلة، ولم يتم ري النبته فيه ولا مرة واحدة لأكثر من سنة كاملة، للوهلة الأولى تظن أن النبتة ميتة، فأوراقها سقطت، وأغصانها جفت، ولم يتبقى منها سوى جذعها الغليظ، وهنا رغبت في استبدال تلك النبتة بسرعة وجلب نبتة أخرى مكانها، لكن أول شيء قمت به هو إزالة الأغصان الميتة بيدي وعندها إزالتها جميعا، انتبهت بأن قاعدة أحد هذه الأغصان التي أزلتها خضراء، أي ما زال هنالك حياة وأمل. مباشرة، جلبت الماء وقمت بري هذه النبتة وادخالها إلى البيت، فقد كان مهملة على شرفة البيت.

المفاجأة وخلال يومين فقط بدأت أرى براعم الأمل، وبدأ اللون الأخضر يزداد في الجذع، وخلال الشهر الأول أنبتت 4 ورقات، ولا يمكن أن تتصور شعور الفرح في تلك الورقات حتى تعيش نفس التجربة، خلال السنة الأولى لم تنبت أي أوراق أخرى ولم يحصل هنالك تطور أكثر.

لكني حضرت نفسي لأعتني بها في موسم ازدهارها ” فصل الصيف “، وقد جلبت لها عدة أنواع من الأسمدة ومواد أخرى تساهم في تحفيزها على النمو بشكل اكبر، وما أن بدأت الأغصان تطول، وتنبت الأوراق، ورقة بعد ورقة، حتى قررت أن أقوم بنقلها إلى قوار زراعي أكبر، حيث أني رغبت باللون الأصفر ولم أجد ما أصبو إليه، وبالتالي كان علي شراء قوار ذو لون أبيض وتحويله إلى اللون الأصفر بكل احترافية وعناية، نقلتها من بيتها القديم إلى بيتها الجديد، و وضعت بعد ” الجلول / البنانير ” لتزيينها من واخفاء التراب.

الآن أصبحت أعز وأغلى نبتة أمتلكها بالبيت من بين عشرات النباتات، إذ أني متأكد بأن تلك الشجيرة الرائعة تشعر بالفرح الشديد وتحاول أن ترد لي الجميل على ما فعلته معها، وهذا ما أحبه بالنباتات، فإن أحببت نباتاتك واعتنيت بها بكل حب فإنك سوف ترى نتيجة ذلك وستشعر بها بشكل كبير.

لم أكن أتوقع أن تعيش لذلك لم ألتقط لها صوراً في حالاتها الأولى، لكني أستطيع أن أريكم ما أصبحت عليه الآن فإن تخيلت الصورة أدناه بدون أي أوراق أو أغصان، فتلك الصورة في مخيتلك هي تماماً ما كانت عليه.

 

حسان أبو الرٌّب

من مواليد مدينة جِنين في فلسطين المحتلة، حصلت على شهادة البكالوريوس من الجامعة العربية الأمريكية عام 2012 في تخصص تكنولوجيا الوسائط المتعددة.

على الصعيد المهني، أعمل في مجال برمجة وتطوير المواقع الإلكترونية، عملت كموظف بشركة خاصة لغاية عام 2017 بعد ذلك انتقلت إلى العمل الحر، وأما المزج بينهما فقد أكسبني العديد من المهارات العملية بالعديد من المجالات، فعندي خبرة قوية في مجال تسويق وإشهار المواقع الإلكترونية عبر محركات البحث، كما أنني أجيد العمل بشكل ممتاز على جوجل أدز وباقي مختلف الشبكات الإعلانية العالمية.

لدي خبرة في إنشاء الشركات الصغيرة ( 3-20 موظف ) من نقطة الصفر وإدارتها والسيطرة عليها بما يليق بعملها من أجل الوصول إلى الهدف المنشود.

أما على الصعيد الشخصي، فأنا متزوج، أعتبر نفسي مواطن صالح، حر، ملتزم، أحب النباتات وأرتبط بها وبالذات نبات الصبار، فلدي مجموعة كبيرة ومنوعة منه، أحب التنزه خارجاً وخصوصاً بأن معظم وقت عملي من البيت، كما أحب السفر وأحاول دائماً أن أخطط مع زوجتي لسفرة هنا وهناك.

نصيحتي :: الوقت هو أثمن شيء بالحياة ... استغله بالطريقه الصحيحة والمناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى